زراعة وحدة البصيلة

تعتبر زراعة وحدة البصيلة أكثر الطرق حداثة وتطوراً في العالم أجمع تاركة تقنية الطعوم المجهرية وراءها بعقود. هذه الفقرة تلقي الضوء على أهم سمات زراعة الشعر بطريقة زراعة وحدة البصيلة، التقنية التي شكلت قفزة هائلة في مجال زراعة الشعر والتي بدأ تطبيقها وتطويرها في كثير من العيادات منذ العام 1999 وحتى الآن.

ماهي وحدة البصيلة؟

ينمو الشعر في فروة رأس كل شخص في شكل حزم صغيرة جداً تسمى وحدات البصيلات. وتحتوي هذه وحدة البصيلة عند البالغين على 1-4 بصيلات شعرية طرفية كاملة. وفي المناطق المتعرضة لصلع وراثي فإن الشعيرات الصحية تستبدل تدريجياً بأخرى أقل قطراً وطولاً تسمى شعيرات متهالكة. يمكن رؤية وحدة البصيلة على سطح فروة الرأس في شكل مجموعة دقيقة من الشعيرات التي تبدو كأنها تنمو ككتلة واحدة. وأحسن ما يمكن رؤيتها تحت المجهر حيث تظهر كبنية منسقة الشكل في فروة الرأس.

كيف يمكن الحصول على وحدة بصيلة؟

للحصول على كمية الشعر التي تحتاجها المنطقة “المستقبلة” فنحن نقوم أولاً بقياس وحساب “كثافة” وحدات البصيلات في السنتميتر المربع الواحد باستعمال كاميرا مجهرية. وبصيغة حسابية معينة نستطيع تحديد طول وعرض المستطيل الذي يكفي لمنح العدد المطلوب من وحدات البصيلات.

يتم بعد ذلك سحب الطعوم بواسطة الإستخلاص الجراحي من المستطيل المأخوذ من المنطقة المانحة في فروة الرأس الخلفية. ولأجل ضمان عدم إتلاف وحدات البصيلات عند استخلاصها من مؤخرة الراس، فإن النسيج في المنطقة المانحة يستخلص ككتلة واحدة. تسمى هذه التقنية “استخلاص الشريحة المنفردة” وهي عامل أساسي في الزراعة بتقنية زراعة وحدة البصيلة ( (FUT) لأنها لا تحفظ فقط وحدات البصيلات بل تمنع أيضاً إتلاف شعيرات البصيلات المنفردة. وهي تختلف دراماتيكياً عن تقنية القطوف المجهرية والتي تستعمل فيها مدية متعددة الشفرات تؤدي إلى تفتت وحدات البصيلات وتسبب نتائج غير مقبولة.

إغلاق المنطقة المانحة والندبة الناتجة عنها

الندبة الناتجة عن العملية يجب أن تكون رقيقة وناعمة لدرجة ألا يستطيع مصفف الشعر إكتشافها. عرض الندبة يكون ما بين 1-1,5 ملم. وللتوصل إلى ذلك فيجب استخدام أكثر التقنيات حداثة، مثل تقنية “الترايكوفيتيك”.

إعداد وحدات البصيلات تحت المجهر

في الخطوة التي تلي الإغلاق يتم فصل وحدات البصيلات تحت المجهر المجسم للصور (Stereoscopic Microscope). كثير من العيادات تلجأ لإستعمال تكبير بسيط أو إضاءة لفصل وحدات البصيلات. ولكن في العيادات التي نتعامل نحن نضمن الفصل الكامل للوحدات تحت المجهر.

وقد ثبت عملياً أن استعمال تقنية “قطف الشريحة المنفردة” بالإضافة إلى التشريح تحت المجهر المجسم للصور (Stereoscopic) تنتج 25% أكثر من الشعيرات البكر في أي عملية. إذن لماذا لا يقوم الأطباء والعيادات باستعمال هذه التقنية؟ السبب أنها تستغرق كثير من الوقت وتحتاج إلى مهارات خاصة وتدريب، وكذلك إلى عدد كبير من المساعدين لا يتوفر عادة في العيادات المماثلة، وأخيراً فإنها تكلف كثيراً.

عملية زراعة الشعر بهذه التقنية تتطلب وجود 6 من المجاهر المجسمة للصور من أحدث جيل. و توفير طاقم من المساعدين التقنيين مكون من 8 أفراد، مدربين جيداً لعملية فصل وحدات البصيلات تحت المجهر المجسم للصور. من الفوائد الرئيسية لتقنية “زراعة وحدة البصيلة” (إضافة لقدرتها على الحفاظ على وحدات الشعر والوصول إلى أقصى نمو)، هي إمكانية الولوج إلى مساحات صغيرة جداً لأن وحدات البصيلات نفسها صغيرة. وأيضاً لأن النسيج المحيط الخالي من الشعر قد أزيل تحت المجهر ولا يحتاج لأخذ حيز لزراعته.

يتم غرس وحدات البصيلات في فتحات بحجم ثقب الإبرة في المنطقة المستقبلة، وتشفى تماماً بعد مرور أيام قليلة بدون ترك أي آثار. عند إجرائها بواسطة فريق طبي ماهر ومتخصص، فإن طريقة “زراعة وحدة البصيلة” تنتج شعراً طبيعياً مئة بالمئة بالإستفادة القصوى من المنطقة المانحة للحصول على أفضل نتيجة تجميلية في أقل عدد ممكن من الجلسات