بينما تلحظ عمليات زراعة الشعر تطوراً كبيراً من حيث الحصول على نتائج طبيعية للغاية، فإن محدودية المنطقة المتبرعة تجعل من المستحيل على أصحاب المراحل المتقدمة من الصلع، استعادة الشعر بصورة تغطية كاملة. لهذا السبب فإن الحديث عن الاستنساخ الذاتي Autocloning أصبح محور اهتمام الجميع.

قدم مؤخراً د. جيري كولي Jerry Cooley بحثه المسمى أيه سل ماتريستم تي ACell MatriStemT، والذي لاقى إقبالاً كبيراً في مؤتمر الجمعية العالمية لجراحي زراعة الشعر ISHRS والذي أقيم بمدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية في صيف العام 2010. وبينما عرف  الأيه سل ماتريستم لخواصه العلاجية في شفاء الجروح، فإن دوره في إنتاج كميات مضاعفة من الشعر يعد الأبرز والأكثر لفتاً للأنظار.

يعمل الاستنساخ الذاتي Autocloning على أساس أنه إذا نتف الشعر بصورة صحيحة فإن الشعرة تخرج وخلايا النسيج الطلائي متماسكة مع جذع البصيلة. وحسب د. كولي فإن وضع أي سل ACell في الشعرة المنتوفة، ثم غرسها في فروة الرأس يحفز العامل التجديدي الكامن في الجسم لإعادة بناء وحدة بصيلة جديدة كاملة شاملة الغدة الدهنية sebaceous gland والحلمة الجلديةdermal papilla . وبما أن الجزء غير المنتوف من الشعر أيضاً ينمو في المكان الأصلي، فسوف يكون الناتج منطقة متبرعة غير محدودة مما يمكن من تغطية كل مناطق التساقط في الأشخاص ذوي المراحل المتقدمة من الصلع. ولكن من المهم معرفة أنه لازال هناك بحث طويل وعمل كثير لتحقيق ذلك. كما أن هناك بعض الأسئلة التي لاتزال من غير إجابة:

  • هل هذه الشعيرات المستنسخة حساسة تجاه الأندروجين؟ الشعيرات ذات الحساسية للأندروجين غالباً قد تسقط بنفس الطريقة عند تعرضها لهرمون DHT.
  • هل ستمر هذه الشعيرات المستنسخة بنفس دورة حياة الشعر العادي؟

ما هو ال ACell؟ وما هو الدور الذي يلعبه في الاستنساخ الذاتي؟

أيه سل ماتريستم تي ACell MatriStemT هو منتج معتمد من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA، وهو عبارة عن نسيج خارجي للخلية ExtraCellular Matrix (ECM) يستخدم كعامل لشفاء الجروح. وهو يحتل المساحة بين الخلايا ويشكل جزءأً من نسيج أي عضو في كل أصناف الحيوانات. هذه الخاصية تعني أنه يمكن استخلاصه من حيوانات عديدة بدون خوف من رد فعل سلبي. عند وضعها على الجرح فقد أظهرت أيه سل ACell تحفيزاً لعملية إعادة بناء الخلايا، تقوي الخلايا الجذعية الراشدة، وخواص مضادة للبكتيريا تقلل من احتمالية الإلتهاب.

شركة ميرك Merck الأمريكية العملاقة تمول مشروع بحثي جديد لحلول مشاكل الصلع

اعتمدت شركة ميرك Merck، إحدى كبرى شركات الأدوية في أميركا، والمنتجة لدواء البروبيسيا لمقاومة تساقط الشعر، منحة لتمويل فريق بحث من أخصائيي الأمراض الجلدية في المركز الطبي لجامعة كورنيل في مدينة نيويورك، ولذلك لاستخدام التقنيات الحديثة لتحليل ومقارنة النسيج الموجود في منطقة تساقط الشعر مع مثله في المنطقة المكتملة الشعر في فروة الرأس. سيستغرق البحث حوالي سنة واحدة، وستستخدم فيها تقنية الرقاقة الجينية Gene Chip Technology، الباهظة الثمن والمحدودة الانتشار لإجراء مئات الآلاف من المقارنات التحليلية بين النسيجين على مستوى الجينات.

اعتماداً على النظام الجيني البشري والذي تم التوصل إليه حديثاً كأساس للبحث، ستكون هذه أول مرة يتمكن فيها أحد من مقارنة مئات الآلاف من الجينات في كل نوع من الأنسجة في فترة قصيرة كهذه، والحصول على خلفية شاملة عن الاختلافات الأساسية بين النسيجين.

تعد هذه الدراسة بإمكانية معرفة طرق جديدة لوقف تساقط الشعر، وإعادة نموه.